أولئك الرجال حقا ... رجال المساجد Calend10

الأربعاء يناير 12, 2011 8:14 pm

رسالة

بيانات كاتب الموضوع

أولئك الرجال حقا ... رجال المساجد

المعلومات
الكاتب:	hopa
اللقب:	ادارة nas2day
الرتبه:
الصورة الرمزية

البيانات
المشاركات :	733
تقييم المستوى :	56425
الجنس :

التوقيت

الإتصالات

الحالة:

وسائل الإتصال:

موضوع: أولئك الرجال حقا ... رجال المساجد

الأربعاء يناير 12, 2011 8:14 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته !!

قال -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 36-38].

وقوله -تعالى-: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} كقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9]، وقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9]، والآية معناها: لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وربحها عن أن يأتوا الصلاة في أوقاتها في جماعة، وأن يذكروا ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم، والذي يعلمون أن الذي عنده هو خير لهم وأنفع مما بأيديهم؛ لأن ما عندهم ينفد وما عند الله باق.

كان السلف -رحمهم الله وحشرنا في زمرتهم- أكثر الناس تعظيمًا لأوامر الله وإتيانًا لفرائض الله؛ بل كانوا أعظم الناس اشتياقًا للقاء الله ومناجاته والوقوف بين يديه؛ فكانوا يلبون سراعًا نداء الصلاة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا سمعت النداء فأجب داعي الله»

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر»

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما: "من سمع: حي على الفلاح فلم يجب، فقد ترك سنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"

وقال سفيان بن عيينة: "لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى، ائت الصلاة قبل النداء (قلت: رحمك الله يا ابن عيينة: فماذا عن الآبق الذي يهرب من سيده فلا يجيب نداءه؟!)"

قال مطر الوراق: "كانوا يبيعون ويشترون، ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة"

وكان إبراهيم بن ميمون المروزي -مهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة- كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها!

أحن اشتياقا للمساجد لا إلى *** قصور وفرش بالطراز موشح

فكانوا -رحمهم الله- يأتون الصلاة في المساجد وهم مرضى أصحاب أعذار، فكان الربيع بن خثيم بعد ما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخص لك، لو صليت في بيتك! فيقول: "إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمعه منكم ينادي: حي على الفلاح، فليجبه ولو زحفًا، ولو حبوًا"

وكان أبو عبد الله محمد بن حفيف الشيرازي به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي للصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك؟ قال: "إذا سمعتم: حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة"

وكان أبو عبد الرحمن السلمي يحمل وهو مريض إلى المسجد، بل كان يأمرهم أن يحملوه في الطين والمطر إلى المسجد وهو مريض.

وقال يحيى بن معين عن يحيى بن سعيد: إنه لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة

وبشر بن منصور قال عنه ابن أخيه أسيد بن جعفر: "ما فاتته التكبيرة الأولى قط"

وكان بشر بن الحسن يقال له: (الصَّفِّيّ)؛ لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة، وقال ابن سماعة: "مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي"

كان أبو الليث الطرسوسي يعزَّى، فقيل له: ما شأنه؟ قالوا: فاتته صلاة الجماعة

وقال حاتم الأصم: "فاتتني الصلاة في الجماعة -أي مرة واحدة- فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف؛ لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا"

وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة، بكى

وكان المزني -تلميذ الإمام الشافعي- إذا فاتته صلاة الجماعة، صلى تلك الصلاة خمسًا وعشرين مرة

وجاء ضمام بن إسماعيل إلى المسجد وقد صلى الناس وفاتته الصلاة، فجعل على نفسه ألا يخرج من المسجد حتى يلقى الله، قال: فجعله بيته حتى مات

أولئك الرجال حقا ... رجال المساجد 951758